الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014

هذا او الطوفااان


حوار مع شخصية تصنف بانها قيادية

يناير2011 يا شيخ (........) نحن شباب ومعايشين الناس , ما وصل اليه حال الدولة والحزب لا يسر عدو ولا صديق .. ووالله ما جرى في تونس ويجري في مصر سيكون له اثر علينا ان رضينا ام ابينا , اقلها رفع مستوى الامل عند القوى التي تطالب بالتغيير والواقع يقول انها لا تملك ادوات التغيير سوى ان صوتها عالى في الفضاء الالكتروني واستفادت من وجودها في الخارج للتموضع في المنظمات الدولية المهتمة بالحالة السودانية ومع الايام تحولت الحالة النضالية الى وسيلة كسب بالتالي اغلبهم لا يرغب في تغيير عنوان سكنه ..ولكن التغيير يجب ان يتم من داخل الحزب نفسه فلنعتبر الرئيس مستثنى لأسباب كثيرة ولكن يجب ان يقود العملية وان تمتلك الحكومة الارادة لاتخاذ خطوات جريئة تصحح بها الاخطاء التي صاحبت التجربة بدلا عن الاستمرار في دفن الرؤوس في الرمال قد نمنحها فرصة للاستفادة من الدروس التطبيقية المجانية التي تتم حولنا لكن لذلك نهاية والافضل ان يكون بيدنا لا بيد عمرو لأسباب كثيرة فالتركيبة الهشة والتشوهات في المجتمع السوداني لا تسمح بحدوث فوضى لان العقد ان انفرط لن يجتمع مره اخرى واخر كلامي ... ان تغيروا قبل ان تغيروا

اعتقدت حينها ان الرسالة قد وصلت ولكن ونحن اليوم في خواتيم العام 2014 ارى ان القيادة قد قررت ملاعبتنا بدلا عن مواجهة الحقيقة واتخذت سياسة التخدير والطرق على ابواب الامل منهجا اتخذته وما تم في المؤتمر العام الاخير والتشكيل الاخير للمكتب القيادي مؤشرات و خير دليل على سياسة التنويم التي تنتهجها اجهزتنا وهي تفسر التغيير بطريقتها فتحتفي بانها قد غيرت 70% من القيادات ولم تكلف نفسها عناء التساؤل  عن هل هذا هو التغيير الذي ننشد هل هذا هو الاصلاح الذي نرغب وحتى في اطار الطريق الذي ظنت انه التغيير لم تنفك تتبع سياسة التدوير التي ادمنتها الانقاذ منذ مقدمها لم تنظر ابعد من موطئ قدميها كان حواء المؤتمر قد عقمت

يا سادة هذا ربع قرن قد مر من اعمارنا وفيه نهضت امم وانصلح حالها وفيه تقلصنا وساء حالنا ولم يعد في العمر بقية ووطننا قابع في منظومة الدول الفاشلة وثيقة الاصلاح اما ان تطبق تطبيقا حرفيا او سيكون لهذا الجيل رئيا اخر ولا يزال زمام الامر باليد لم يتفلت..

نريده تغييرا حقيقيا اصلاحا حقيقيا لا يبقي ولا يذر على منظومة الفساد التي تكونت ومنظومة القيادة التي تكلست ومنظومة السياسات التي تجمدت ومنظومة القيم التي نومت فلا ذنب لأجيال كل ذنبها انها وثقت بنا ..

فان كانت القوى التي تقاوم التغيير اقوى من الغالبية التي تأمل في انصلاح الحال فإنها واهمة لان لكل بداية نهاية وما انقضى ليس كما هو آت

هذا او الطوفان

الخميس، 30 أكتوبر 2014

خوطر كتبتها في 15اغسطس2011


دافعي لكتابه هذه الافكار ما شاع عن مذكرة اصلاحية اعدتها مجموعة من ابناء الحركة الاسلامية اثرت ان تخفي نفسها وهو مؤشر سلبي ولعله من الاجدر ان يضاف الى دواعي الاصلاح الخوف من اسداء النصح وهو ما كان عرفا سائدا بين الاسلاميين يفاخرون به

اول ما تعانيه الحركة الاسلامية واخطر ما تعانيه هو تلك الغربة التي يشعر بها المنتمون اليها فلا الدولة التي صنعوها تشبههم ولا الحزب المكتوب عليهم الانتماء اليه يشبههم ولا القادة الذين على راس الامر يشبهونهم الا من رحم ربي وبالتالي شعور متعاظم بالغربة دفع البعض الى اتجاه سلفي واخر الى اتجاه صوفي وبينهما متساقطون او وقوف على ارصفة المشاهدة

ودون الاتجاه صوب التفسير التآمري فمن قام بحل الحركة الاسلامية وذوبها في كيانات اخرى تسبب بشكل اساسي في هذا الاغتراب لانه بذلك دمر الحاضنة المبدعة

وبالتالي عودة هذا الكيان بصورة اصيلة يكون هو المطلب الاول لاي منادي بالاصلاح

ولكي يكون لهذه العودة فاعلية ومقدرة على الفعل يجب ان لا نتجاهل الواقع وان هنالك مياه كثيرة قد مرت تحت الجسر

فالدولة بكل ما بها من تشوهات تظل دولتنا والمؤتمر الوطني يظل صنيعتنا والحركة الاسلامية التي نحن بصدد اصلاحها هي الاصل

الكثير من الاخوة الاصيلين عندما تناقشهم تجدهم لا يزالون يحافظون على برامجهم الراتبة وان اختفت الاشكال التي تجمعهم بينما الملتحقين من بعد تجدهم ينفرون من الطرح عموما ويتذرعون بان الامر الان قد آل  لدولة وان امور التربية والالتزام قد صارت امر مجتمع وما الى ذلك

ولكن هنالك حقيقة اثبتتها تجربتنا في الحكم وهي ان التغيير لا يكون من فوق ابدا ولابد للتغيير ان يكون من اسفل الهرم

يجب ان يتم فصل امانات الشباب والطلاب وغيرها من الامانات التي كانت تمثل القلب الحي للحركة عن المؤتمر الوطني لتكون هي الامانات الاصيلة في الحركة الاسلامية والتي فيها يتم التجنيد والاستيعاب والتدريب والتاهيل تمهيدا للمرحلة التالية وهي مرحلة المؤتمر الوطني والتي ياتيها المنتسب مؤهلا تاهيلا جيدا ومنها يتم الانتداب للدولة كمرحلة اخيرة

سيقول قائل ثم ماذا بعد مرحلة الدولة ؟؟اهو المعاش؟؟؟ التنظيمي لذلك وحتى يتم تفادي الاصطدام بين هذه التيارات دون ان نبخس اشياءها يجب ان نقر بالحركة الاسلامية كاصل ثابت تنبع منه الاشياء وفيه تستقيم الامور وتقوم الانحرافات

يجب ان توضع خطة استراتيجية لانشاء مراكز دراسات متخصصة تناظر كل اعمال الدولة والحزب تقوم بوضع السياسات وتقديم الدراسات المستقبلية يتم استيعاب الكوادر التي انتهى اجل ولايتها في الشان الحزبي والتنفيذي والتشريعي الى جانب الاهتمام بالتأهيل الاكاديمي العالي لتسهيل الاستيعاب في الجامعات والمؤسسات الاخرى كباحثين

وفي كل المراحل هذه يجب ان تكون الرؤية واضحة والرسالة محددة

بالتاكيد ارساء المؤسسية في عمل الحركة والتنظيم لن يكون خصما او اهدارا لطاقات بشرية تدربت عبر السنين والتجربة ولكنه ترسيخ لمبدء اصيل وهو ان المؤسسة مستمرة والانسان فاني فبالتالي لا يرتبط العمل باشخاص محددين ويتم نزع فتيل الاحتقان عبر تكسير الية الاحتكار

ومن خلال هذه المراحل نكون قد استوعبنا جميع الاشكالات التي يمكن ان تنشا بين هذه الكيانات ولكن عبر ضابط وحيد وهو ارساء مبدء التداول للمواقع عبر اللوائح المنظمة لهذه الكيانات


قد يقول قائل ان المشكلة ليست في الهياكل او المزاوجة بين الحركة والحزب والدولة وانما المشكلة في انتشار الفساد وغياب السياسات الواضحة تجاه القضايا المحلية والدولية ومن ثم اضطراب بائن في صناعة القرار

من وجهة نظري ان المشكلة الاساسية لا تكمن في المبدء ابدا وانما تكمن في عدم وجود الفاصل الواضح وضبابية العلاقة بين اضلاع هذا المثلث الامر الذي صنع الفجوات التي تسلل من خلالها الفساد والمفسدين وغياب الرؤية - فالحركة الاسلامية تعرضت لحرب ممنهجة طويلة النفس مخطط لها بدقة من داخلها وخارجها ولابد للتطرق لهذه الحرب ليس تبريرا ولكن لان فهمها والاقتناع بحدوثها يساعد في فهم حالة الغربة التي يشعر بها المخلصين لها ولمبادئها

وللحق استطاعت الحركة ان تتقن فن التزاوج بين السر والعلن وتبديل جلبابها وصولا للهدف دون ان تتاثر نواتها الفكرية الاصلية وان تحدث تغييرا اجتماعيا كبيرا في المجتمع السوداني في بدايتها مع الحكم ولكن تشوه هذا الكسب بفعل فاعل على مر الايام حتى هذه اللحظة

هل جردنا المسير ابتداءا منذ 89 للاجابة على اسئلة حائرة تبحث عن الاجابة رغم انها قادتنا بسلاسة الى ما نحن فيه

من الذي قرر الوقوف بجانب العراق؟؟؟ في حربه على الكويت

من الذي سلب من القطاعات الحيوية كالشباب والطلاب حيوتها حتى صارت هي منبع الفساد والافساد والنموذج السيء لمشروعنا وتحورت حتى تماهت مع الدولة شخوصا ومؤسسات

من الذي بذر بذرة الجهوية والقبلية حتى غدت منبع الاختيار والتكليف

من الذي ادار ملفاتنا الاعلامية وعجز عن تسويق مشروعنا او الدفاع عنه داخليا وخارجيا

من الذي امسك بملف منظمات المجتمع المدنى وعجز عن صناعة مؤسسات لها قدر من المصداقية تستطيع الدفاع عن البلاد بل وتحمي المشروع من الانحراف بوضعها لمحددات تشير اليها ان تجاوزها المشروع في حقوق الانسان وغيره

اسئلة كثييرة لن تنتهي ويظل الحوار مستمرا في زمن يتناقص علينا
 
اليوم 30 اكتوبر2014
وجدت هذه المذكرة في ركن قصي في حاسوبي  تحت عنوان مذكرتي وللحقيقة حينما اطلعت عليها وجدت ان كثير من الافكار التي طرحتها قد تم تجاوزها عمليا وكثير من الافكار وجدت انها اصبحت غير مناسبة بل تشكلت لدي قناعات اخرى من خلال الفترة الزمنية بين كتابة هذه المذكرة وتاريخ هذا التعليق وهو ما ساقوم بطرحة في شكل مواضيع وعناوين  خلال الفترة القادمة


الاثنين، 27 فبراير 2012

الى متى يسيطر اعلام الهدم؟؟؟

لدي عادة تصفح المواقع الاخبارية العالمية وبض المواقع السودانية من منتديات واخبارية يوميا  مع بداية يومي ويوميا اعاهد نفسي على التخلص من هذه العادة التي تؤدي الى الاصابة بالاحباط والغم والهم  لبقية اليوم
اما المواقع العالمية فهي تنقل صورة لعالم متوحش ودموي اغلب الدماء فيه لمسلمين بعضهم يقتل بعضا او يقتلهم عداءهم 
اما المواقع السودانية فحدث ولا حرج فيكفي ان تكتب اسم السودان بالانجليزية او العربية لينهمر عليك سيل من الاخبار المحبطة مما يدل على ضعف المحتوى الايجابي عن السودان في الفضاء الاسفيري وهو امر لا ادري كيف لا تلتفت اليه الدولة بكل ما تملك من قوة وهي تعلم ان هذا المحتوى هو مصدر المعلومات لكثير من الجهات التي تناصيها العداء بل وله اثر كبير على الاقتصاد سلبي طبعا
وهكذا تكتمل الصورة الموغلة في القتامة تتصفح الصحف الورقية تصاب بنوبة من الاحباط والقرف ودائما ما اقول لو كنت صاحب مال  في هذا السودان لهربت به بعيدا نسبة لما يبثه الاعلام من احباط وقتل للامل في النفوس لا تستطيع اعتى اجهزة المخابرات ان تفعل ما تفعله صحافتنا بدعوى الحرية والتعبير دون مراعاة لمصالح وطنية عليا  يجب ان ترعى
الادهى والامر هو المواقع ذات الحضور المعارض فهي للاسف مرتع لاناس لا ينتمون لهذه البلد باي حال من الاحوال كلمات مكررة ممجوجة عن الوطنية والنضال فتارة بتوقيع شقيق واخرى رفيق او زميل وهلم جرا تطبل فرحة لانهزام جيش البلاد ولو تكتيكا عن موقع ما لم يسمع به احد مهللة لقدوم الحرية والديمقراطية كان جنود هذا الجيش المنكسر من عالم اخر وليسو من السودان الذي منحهم الوجود بل التعمد باطلاق العبارات الخبيثة كان يصفو الجيش بجيش المؤتمر الوطني او البطني !! امعانا في ترسيخ مفاهيم يقصدونها لذاتها او لاراحة ضمائرهم المريضة
اسماء لم يسمع بها او بعطائها احد تدعي البطولة وتنهش في لحم الوطن ثمنا لاكل اموال المنظمات التي تعمل وفق اجندة ضد كل ما هو وطني ولن اقول اسلامي حتى لا نتهم باحتكار الاسلام الذي نجحو في ان يصورو الدعاة له بانهم تجار دين ليس الا
الى متى يظل فشلنا الاعلامي سيد الموقف اليس فينا  من يمتلك ناصية الابداع  ليقود هذا الاعلام ويرسم بريشته واقع الامل وصورة المستقبل المشرق لوطن يبنى في خضم المعاناة

الأحد، 19 فبراير 2012

نحن واليهود

اطرح في تدوينتي اليوم بعد انقطاع موضوع جدلي متعلق بعلاقتنا كدولة مع دولة اسرائيل ولعلنا الدولة العربية الوحيدة المكتوب في جواز سفراها عبارة صالح لكل الدول ما عدا اسرائيل
معلوم بالضرورة ان دولة اسرائل قامت على ارض فلسطينية عبر مؤامرات دولية وواصلت وجودها عبر قهر الشعب الفلسطيني وتهجيره وارتكبت الكثير من الفظاعات التي لا تقبلها الفطرة الانسانية السليمة وقد خاض العرب في مواجهتها حروب افقدتهم اكثر مما ارادوا ان يسترجعوه
نحن شعب مسلم في دولة فقيرة تقع ضمن قارة فقيرة يبعد الاف الاميال عن هذه الدولة الغاصبة!!!!!
الدول العربية الا من رحم ربي اقامت لنفسها علاقات مع اسرائيل اما سريا او علنيا واتخذت منها جواز عبور للعالم الغربي لمصلحة شعوبها او تامينا لمستقبلها!!!!
بينما نحن لا نزال عند موقفنا لا نتزحزح!!!!!!!!
الم يحن الوقت للتعامل مع الامر بواقعية؟؟؟؟؟ فهل سنكون فلسطينيين اكثر من الفلسطينيين ؟؟؟ام ان دمائنا سالت على ارضها اكثر منهم؟؟
اعتقد ان على الحكومة السودانية ان تعمل على تغيير سياستها الخارجية لتكون اكثر واقعية لمصلحة شعب السودان وتقدمه
فاسرائيل لم تقتل ما قتلته امريكا في غزوة العراق ونحن نسعى لتحسين علاقتنا معها وليست اسوء من الاتحاد السوفيتي وما فعله بالمسلمين في الشيشان وغيرها
الواقع يفرض علينا ان نكون اكثر ذكاءا في علاقاتنا الخارجية ونغلب سياسة المصالح فوق العواطف
يا ترى ماهي الحكمة من ان يموت الرسول عليه افضل الصلاة والتسليم ودرعه مرهونه عند يهودي -ارى في الامر حكمه

السبت، 27 يونيو 2009

حوار منقول من صحيفة الراي العام مع اليكس دي وال

حوار: أميرة الحبر-تصوير: ابراهيم حامد de-waal-7

لم يكن اليكس دي وال طالب الماجستير في جامعة اكسفورد يدري بأن إختياره لمناطق دارفور البعيدة مكاناً للبحث العلمي لدراسته عن اللاجئين في منتصف الثمانينات ستجعل منه أشهر الخبراء الاجانب في خبايا وأسرار أزمة دارفور التي ملأت الدنيا وشغلت الناس.

وهو الآن ليس خبيراً اجنبياً مهتماً فقط بشأن دارفور ولكنه عنصر فعال ومشارك في عدد من مسارات الحل لتسوية الأزمة.. يتهم تارة بموالاة الحركات المسلحة وتارة بكتابة ما ترغب به الحكومة ورغم ذلك يظل اليكس يكتب عن دارفور ويؤلف الكتب وهو يغوص في صحراء دارفور وقراها البعيدة يجالس المواطنين ويستمع للشيوخ والإدارات الأهلية.

«الرأي العام» التقت دي وال وهو يمارس عمله كمستشار للإتحاد الافريقي يرافق لجنة حكماء افريقيا برئاسة ثامبو امبيكي وهي تبحث عن امكانية حل الأزمة من جديد عبر بوابة افريقيا..

وجاءت إجابات الرجل حول الاسئلة التي تركزت على اتفاقية ابوجا ومفاوضات الدوحة الى جانب تداعيات ازمة المحكمة الجنائية وما تقوم به المنظمات داخل معسكرات دارفور. جاءت بذات آراء وتحليلات ورؤية الخبير لمجريات الاحداث وفق قدر الرجل ومعرفته الدقيقة بالمنطقة..

* بداية متى وكيف بدأ إهتمام إليكس بدارفور..؟

- في أوائل الثمانينات كنت طالباً في جامعة اكسفورد وفي تلك الايام بين عامي 2891و3891م كانت جامعة الخرطوم مركزاً للفكر في شئون اللاجئين ورائدة في المجال الاكاديمي للمهتمين بالدراسات الانسانية، وكطالب يدرس في جامعة مثل اكسفورد ويعد دراسة حول شئون اللاجئين، كان المكان المناسب هو السودان ولقد جاء طلاب كثيرون من جامعة اكسفورد للسودان لدراسة شئون اللاجئين في وقت كان السودان يستقبل لاجئين من عدة مناطق ذهب بعضهم الى شرق السودان - كسلا والقضارف، بالنسبة لي فضلت الذهاب إلى دارفور وكنت مهتماً بدراسة أحوال اللاجئين القادمين من تشاد، وعندما وصلت إلى دارفور في العام 5891م، كانت المنطقة تعاني من الجفاف والمجاعة، فقررت ان أغير موضوع دراستي لبحث الجفاف وتداعياته بالمنطقة.

* لديك علاقة طيبة بعرب دارفور خاصة المحاميد.. كيف بدأت..؟

- كانت نيالا أولى المناطق بدارفور التي وصلتها عبر المواصلات العامة وكان مضيفي آنذاك رجلاً مسناً هو شيخ هلال محمد عبد الله ناظر المحاميد تعرفت عليه وعلى قبيلته بالقرب من منطقة كتم بجنوب دارفور، بعدها سافرت كثيراً في انحاء دارفور بين عامي 5891م و 1991م وكانت المنطقة آمنة..

* بالتأكيد طرأت تغييرات كثيرة الآن على المنطقة، أهم ما بقى في ذاكرتك من تلك الفترة..؟

- أولاً كان الجميع يعيش في سلام دون مشاكل. ثانياً كانت العلاقات بين القبائل جيدة واينما ذهبت سواء في قرى الزغاوة او الفور او المساليت او العرب لم ألحظ فرقاً رغم الجفاف والمجاعة كان سكان دارفور يعتمدون على انفسهم اكثر من المساعدات الخارجية..

* وبعد عودتك في ظل الحرب كيف تصف ما رأيته قبل اكثر من عشرين عاماً..؟

- في الآونة الاخيرة تجولت مرة اخرى في كل جزء من دارفور ووجدت ان تلك العناصر مازالت موجودة، فرغم الدمار والقتل والحريق بدأ المواطنون ببطء العيش مع بعضهم البعض مرة أخرى ورغم المساعدات الدولية للنازحين إلا أن سكان المناطق الريفية في القرى البعيدة بدأوا يعتمدون على أنفسهم.

* ولكن هذا لا ينفي ان هناك تغييرات كثيرة طرأت على المنطقة بسبب الحرب..؟

- نعم هناك تغييرات في المنطقة لكن الروح بين الناس لم تتغير.

* سيد اليكس.. هل صحيح أنك من وضع مسودة اتفاقية أبوجا..؟

- في الحقيقة طلب مني سالم احمد سالم مبعوث الاتحاد الافريقي في المفاوضات آنذاك أن أعمل مستشاراً للاتحاد الافريقي وعملت في اشياء مختلفة من خلال عملية الوساطة وركزت على القضية الامنية تحدثت عن تحركات السلاح وجنرالات الحكومة السودانية وكيفية حل مشكلة وقف اطلاق النار ونزع السلاح من الافراد والمليشيات وحركات التمرد، هذا هو الجانب الرئيسي الذي عملت فيه.

* هذا يعني أنك شاركت في وضع المسودة بصورة جزئية..؟

- انا اضع صياغة المسودة، هناك كثيرون شاركوا في الصياغة مثلاً لم اشارك في تقسيم الثروة.. وكنت مسروراً لكوني جزءاً من الاتفاقية التي اشتركت في الجانب الامني فيها..

* ولكنك أيدتها كلها بقوة وسعيت لإقناع الحركات بالتوقيع عليها خاصة عبد الواحد محمد نور..؟

- كنت اعتقد ان الاتفاقية لم تكن متينة ولم تكن ايضا مثالية ولقد أيدتها فعلاً وبقوة كما ذكرت والسبب الرئيسي لهذا التأييد هو أن الوساطة اذا فشلت في حل مشكلة دارفور في أبوجا آنذاك فانها لن تجد حلاً للمشكلة طيلة السنوات الخمس القادمة والاتفاق لم يكن حلاً جيدا ولكن كان الأفضل التوقيع عليه وان تعمل الحكومة والحركات على حل بقية مشاكلهم بالطرق السياسية بدلاً من الاستمرار في القتال..

* ولكنك لم تستطع إقناع عبد الواحد بها..؟ وكنت قريباً منه..؟

- كنت مع عبد الواحد في ذات اليوم الذي رفض فيه التوقيع، وقلت له ان هذا ليس سلاماً عادلاً ولكنه أفضل من الاستمرار في القتل.. كان هذا رأيي، ولقد وافق هو فعلياً على بند الترتيبات الامنية بنسبة «001%» ولقد مكثت في أبوجا عشرة ايام محاولاً أقناعه، فانا اعتقد أن الخلافات بينه والحكومة كانت صغيرة جداً قضية او قضيتان مثال التعويضات فقد كان عبد الواحد يريد اموالاً اكثر لصندوق التعويضات ، كانت هناك خلافات بين الحكومة وعبد الواحد لكنها في تلك المرحلة لا تستحق استمرار قتل المواطنين.

* وفق تجربتك السابقة مع الاتحاد الافريقي في ابوجا.. هل تتوقع نجاح الوساطة في مفاوضات الدوحة وان تأتي باتفاق افضل من ابوجا..؟

- الآن الوضع تغير على المستوى القومي لان السودان يواجه انتخابات في العام القادم واستفتاء تقرير مصير للجنوب العام 1102م، وايضاً تغير الوضع لان في حالة ابوجا كانت هناك ثلاث حركات والآن هناك حركات كثيرة الى جانب كثير من عرب دارفور يريدون المشاركة في المفاوضات، والمجتمع المدني في دارفور ايضا يرغب في المشاركة، وهم يقولون انهم لا يثقون في الحكومة أو الحركات لكل، هذا فإن الوضع الآن أكثر تعقيداً.. ولكن من الضروري جداً أن يجلس كل أهل دارفور حول الطاولة ليقرروا كيفية حل المشكلة كلهم بلا إستثناء كل القبائل والحركات المسلحة والنازحين والشباب والمجتمع المدني فإستثناء اي طرف يولد مشكلة.

* في اعتقادك وسط هذه التعقيدات التي تحدثت عنها، كيف ترى الحل..؟

- المهم الآن ان دارفور وهي جزء من السودان لا يمكن نقل مشكلتها خارج السودان وندعى اننا حللنا الأزمة دون حل مشكلة السودان الكبرى. فالدارفوريون مواطنون سودانيون ومن حقهم المشاركة في الديمقراطية القومية وفي قرار ان يكون السودان موحداً او لا يكون.. ما يزعجني انه اذا استمر نزاع دارفور لعام او عامين او ثلاثة فان اهل دارفور لن يكون في مقدورهم التصرف كمواطنين سودانيين، فمشكلة السودان الأهم هي الديمقراطية ومسألة تقرير المصير يجب ان يكون للدارفوريين رأي حول هذه المسألة ايضاً فمشكلة دارفور على تعقيداتها يمكن حلها بالمفاوضات والاتفاق، ويجب ان تنتمى دارفور للجميع وان تكون جزءاً مساوياً من جمهورية السودان ويتمتع مواطنوها بنفس الحقوق..

* هل صحيح ان اليكس دوال.. اصبح مؤيداً لموقف الحكومة الآن..؟

- سبب إتهام الكثيرين لي بانحيازي للحكومة هو رأي العامة البسيط اما أنك تؤيد الحكومة او تؤيد الحركات وانا في بعض القضايا أؤيد الحكومة وفي بعضها أؤيد المتمردين، ولكني اعتقد انه يقع على عاتق الحكومة المسئولية الأكبر لما حدث في دارفور. فهي أرتكبت اخطاء جسيمة في كل المراحل تقريباً. ففي عامي 2002و 3002م كان من السهل جداً حل المشكلة بقليل من الجهد والاستجابة لمطالب المعارضين آنذاك وكانت بسيطة جداً تتمثل في معاملة أفضل وانجازات في التنمية الاساسية ولكن الحكومة كانت تقول دائماً ان الثمن لذلك باهظ جداً ولن تدفعه.. وبعد ان تعقدت المشكلة اكثر وزادت الضغوط الدولية ارتفع سقف المطالب والحكومة تردد بأنها لن تدفع وفي مفاوضات ابوجا لو كانت الحكومة أكثر حرصاً على مسألة التعويضات ومنحت مناصب أكثر للحركات كان يمكن حل المشكلة لكنها لم تفعل ايضاً..

* ولكن هناك حديثاً عن أن بعض قيادات الحركات المسلحة نفسها خرجت عن الخط واصبحت جزءاً من الأزمة بعد انشقاقاتها الاخيرة والعداء المعلن بينها..؟

- قيادات الحركات في دارفور بائسة جداً ولم تظهر قيادة سياسية وخذلت مواطنيها وهذه احد اسباب احباط الدارفوريين الآن..

* في رأيك إلى أى مدى أثرت مذكرة اعتقال الرئيس البشير من قبل محكمة الجنايات الدولية على أزمة دارفور؟

- اعتقد أن قرار المحكمة كان خطأ جسيماً، أعلم ان الإدعاء كان محبطاً لان حكومة السودان رفضت التعاون كلية في التحريات، ولكن مما شاهدته اعتقد ان الإدعاء لم يجر تحريات دقيقة، وقرار اعتقال البشير كان خطأ كبيراً والمحكمة بهذا الفعل تسببت بكل أنواع الضرر للعملية السياسية السودانية وفرص السلام، فلا يمكن اعتقال الرئيس الا إذا نفذ ذلك السودان وحسب القوانين الدولية فإن اي رئيس دولة يتمتع بحصانة لم ينقضها مجلس الامن «حتى الآن» ولذلك فإن الرئيس يمكنه السفر بأمان لأقطار أخرى وعموماً السودان لن ينفذ مذكرة الاعتقال وليس هناك أي غرض عملي لهذه المذكرة، فالتحريات لم تتم بمهنية وأعتقد أنها كانت مضرة جداً.. كما أنه ليست هناك أدلة على إبادة جماعية..

* وهل تتوقع انفراجاً في الأزمة في ظل التدخل الجاري الآن من قبل الادارة الامريكية الجديدة عبر مبعوثها للسودان سكوت غرايشن..؟

- هناك شخصيات في الإدارة الامريكية الجديدة تسعى لإتخاذ خطوات متشددة ضد السودان مثل سوزان رايس مندوبة امريكا في الأمم المتحدة وآخرين يتحدثون عن حظر طيران بالمنطقة.. اضافة إلى أن الرئيس الامريكي باراك أوباما يواجه قضايا دولية كثيرة مثل كوريا الشمالية وإيران وفلسطين ولا يريد مشاكل اضافية، الى جانب ان فلسفته تختلف عن سابقه جورج بوش فهو يريد بناء تحالفات لتشجيع الناس على حل مشاكلهم بانفسهم واعتقد أن مدخل مبعوثه الخاص الآن إيجابي وبناء ويشمل الجميع، ولكن على الحكومة السودانية ان تتوصل الى حلول عاجلة لأزمة دارفور بسرعة شديدة فاذا لم يجد الجنرال غرايشن نتائج خلال الشهور القليلة القادمة فان سياسة الولايات المتحدة تجاه السودان ستتغير ويمكن ان تكون أكثر تشدداً وعلى الحكومة ألا تأخذ السياسة الامريكية الحالية امراً مسلماً به وان تكون شديدة الحذر.

* كيف ترى ما تقوم به المنظمات الاجنبية في دارفور على خلفية صراعها مع الحكومة..؟

- اعتقد أنها تقوم حسب ما رأيت بعمل جيد جداً فهي تطعم المواطنين العاديين مع انني لا أراها لحل المشكلة الأكبر.. ولقد أصيب كثير من العاملين الاجانب في هذه المنظمات بهزة عنيفة مما شاهدوه وهم لم يروا اية محاولة جادة لحل المشكلة وهم لم يعادوا الحكومة من غير سبب فكانوا مستعدين للحديث علناً عن الانتهاكات وتمدير المعلومات.. فهم شاهدوا تجارب أهل دارفور الذين عانوا على أيدي الحكومة السودانية..

* على ضوء ذلك في رأيك ماهو المطلوب الآن..؟

- أول خطوة لحل المشكلة على الحكومة ان تعترف بأن أهل دارفور مواطنون سودانيون وتعمل على رفاهيتهم وحمايتهم وينبغي عليها إلا تعتبرهم اجانب او مواطنين درجة ثانية فاذا استجابت الحكومة بطريقة اكثر كرماً لمواطني دارفور العاديين يمكن حل كثير من الإشكاليات، فالمواطن في دارفور يشعر ان الحكومة نسيته تماماً لذلك من المهم جداً ان تقوم الحكومة بتوفير مساعدات مادية وموارد حتى تشعر دارفور فعلاً أنها جزء من السودان..

* استاذ اليكس عدت إلى دارفور مرة أخرى مع الاتحاد الافريقي لبحث سبل حل الأزمة في ظل وجود مبادرات اخرى جديدة ومفاوضات قائمة.. هل تتوقع دوراً جديداً ناجحاً للاتحاد الافريقي في ظل هذه الاوضاع..؟

- رد بدبلوماسية.. أعتقد أن هذا السؤال يمكن ان يوجه للسيد ثامبو امبيكي رئيس لجنة حكماء افريقيا..

* طيب سؤال أخير، انت كنت قريباً لفترات من قيادات الحركات المسلحة، هل تتوقع ان يشارك عبد الواحد محمد نور في مفاوضات الدوحة في جولتها القادمة التي ترتب لها الوساطة الآن بعد شهرين..؟

- لا أعلم ولا أحد يعلم فليس هناك احد يفهم ماذا يريد عبد الواحد الآن..

الاثنين، 15 يونيو 2009

خطة فرض القانون السودانية

في افغانستان تقوم قوات التحالف والجيش الافغاني فعليا بقتل المدنيين بدعوى محاربة طالبان وكذا في باكستان حيث شرد اكثر من 2مليون مواطن هربا من القصف بالطائرات بدون طيار عوضا عن حملة الجيش الباكستاني وتركيا مع الاتراك والامريكيين مع الجيش العراقي على المقاومة العراقية وسيريلانكا على نمور التاميل وفلسطين بالطبع حيث القتل المستمر وفي كل الدنيا حقا او باطلا لا يسمح لوجود مقاومين او متمردين او انفصاليين وقتالهم حق مشروع للحكومات وان كانت حكومات احتلال الا في سودان الهوان حيث تتدخل الف منظمة لرسم واقع من خيالها تجيش له الراي العالمي وتصل بالامر لحد انتهاك السيادة عبر التدخل بالمقررين لحقوق الانسان حينا والمبعوثين احيانا والمنظمات دائما
لن اطيل وقد بلغ ملف دارفور يد د.غازي صلاح الدين بما يملك من حكمة وبعد نظر استراتيجي الا ان الامر يجب ان لا يطول لتعلن الحكومة حملة شاملة لاعادة الوضع الى نصابه الطبيعي وتعلنها دون حياء حملة عسكرية لدحر التمرد وفرض هيبة الدولة ونزع السلاح وفرض الامن واقعا معاشا للمواطن البسيط المكتوي بنار طموحات ابناءه الذين اغرتهم سكرة الاعلام الغربي الموجه واختلطت عليهم الالوان .وحينها لن يهمنا ما يقال من الالمنظمات المشبوهة لان واقع الحال وهو ما يهمنا سيكون امنا واستقرارا وتنمية ينعم بها انسان دارفور كبقية اهل السودان عوضا عن مناظر البؤس التي تتاجر بها المنظمات والدول ذات الغرض وحينها حريا بنا ان نفتخر بحكومتنا لانها ستكون قد ادت واجبها عوضا عن تسول سلام اضحى مطية اطماع الطامعين
ولتطلق عليها خطة فرض القانون لانها لن تكون حملة عسكرية فحسب بل ستصاحبها حملة للقبض على الخارجين على القانون ومحاكمتهم وتعويض المتضررين من سنين الاقتتال وجبر الضرر